قبل أيام خسر المنتخب السعودي مباراته مع المنتخب الأسترالي، وبأربعة أهداف مقابل هدفين بعد أن كان متقدما معظم وقت المبارة، وخسارة المنتخب أخرجته مبكرا وعلى غير العادة، من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم في البرازيل سنة 2014، وقد أدخل المنتخب نفسه في حسابات لم يكن يحتاجها، لو لعب ابتداء وبنصف أدائه المعروف أمام عمان وتايلند، وكل من تابع مباراته الودية أو التحضيرية مع نيوزلندا وفوزه بستة أهداف، تفاءل باحتمال فوزه أو تعادله مع أستراليا، قياسا لظروف وإمكانات الفريقين المتشابهة، ولكن المنتخب أصر على مفاجأة متابعيه وهزيمتهم نفسيا، وكأنه يذكرهم بأن مستواه المتواضع مازال متواضعا.
المفاجآت لم تتوقف، فقد استقال الأمير نواف بن فيصل بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وفتح باب المنافسة على المنصب وبالانتخاب من داخل الأندية السعودية، وأعتقد أن توقيت الاستقالة شجاع ويحمل رسائل كثيرة، أبسطها أن المشكلة موجودة في الأسماء المشاركة أو بعبارة أوضح في اللاعبين، وأن الاتحاد السعودي قدم ما يستطيع ولم يعد بالإمكان أحسن مما كان، وفي الاستقالة دعوة مفتوحة لمن ينتقد أن يأتي ويجرب ليحكم أو يحاكم قناعاته وتصوراته المتحاملة أحيانا، وقرأت أن بعض من يلعب للأندية في السعودية يحصل على مرتبات لا تقل عن ثلاثمائة ألف ريال شهريا، وهذا الرقم خرافي ويتجاوز مداخيل الوزراء والمسؤولين الكبار والقيادات الإدارية في البنوك وفي القطاع الخاص أو شبه الحكومي، ولا بد أن تنتبه لهم مصلحة الزكاة والدخل، وتطالبهم بدفع زكاة أموالهم أو الإدراج في القائمة السوداء ومنعهم من السفر، وهناك من يقول بولاء اللاعبين وحماسهم لنواديهم أكثر من المنتخب، ولا أرغب في مناقشة هذه الفكرة رغم معقوليتها ومؤشرات وجودها الواضحة.
لست فقيها رياضيا ولو أنها وظيفة سهلة ومتاحة لمن يريد، ولن أقول إلا ما أعرف أو أرجح أنه صحيح نسبيا، والصحافة المطبوعة والتلفزيون قاما بالواجب وزيادة، ونشرا ونقلا جرعات مكثفة عن الموضوع، وفي رأيي، المسؤولية يتحملها التخطيط الذي نفتقده في أشياء كثيرة، وربما غاب عن بال من يتابع أن المنتخب السعودي الذي حقق أفضل إنجاز في كأس العالم وفاز على بلجيكا ووصل لدور الـ 16، شاركت أسماؤه المؤثرة في كأس العالم للناشئين وانتزعت بطولتها سنة 1989 من «أسكتلندا» في أرضها وبين جماهيرها، وتواضع مستوى المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة، والرأي شخصي بطبيعة الحال، سببه الاعتماد على اللاعب الجاهز في الأندية ونقله مبـاشرة من الفريق إلى المنتخب، وبدون تجربة دولية على مستوى المنتخبات في الفئات السنية، واهتمام الإعلام المحلي وتركيزه على إنجازات الأندية، والإعلام معذور فالدراما والإثارة والعبارات النارية وما يحدث في كواليس الأندية أو بين قياداتها يستحق التغطية فعلا، والأمر يختلف في حالة المنتخب والاختلاف مبرر ولا يحتاج لتوضيح، وأيضا لا أنسى هامش الحرية المرتفع في تناول قضايا الرياضة الداخلية، وأريحية الرقيب في إجازة النقد الساخن، ما لم يجرح في الآخرين أو يسفه قناعاتهم ومواقفهم بشكل فاضح، أو لأغراض لا علاقة لها بالرياضة.
أعود للاستقالة لأشكر صاحبها عليها، فلم يعرف سعودي أن مسؤولا استقال من منصبه باختياره، والأمير نواف بن فيصل كرس نموذجا جديدا يستحق الاحترام والإعجاب، وجاء قراره منسجما تماما وكبيرا بحجم رفضه لإخفاقات المنتخب المتكررة، والمطلوب من كل مسؤول أن يأخذ بأسلوب الأمير نواف، إذا أحس بأن إدارته لا تسير كما يتمنى أو يريد، على الأقل حتى لا يتهمه غيره بما ليس فيه.
binsaudb@ yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة
المفاجآت لم تتوقف، فقد استقال الأمير نواف بن فيصل بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وفتح باب المنافسة على المنصب وبالانتخاب من داخل الأندية السعودية، وأعتقد أن توقيت الاستقالة شجاع ويحمل رسائل كثيرة، أبسطها أن المشكلة موجودة في الأسماء المشاركة أو بعبارة أوضح في اللاعبين، وأن الاتحاد السعودي قدم ما يستطيع ولم يعد بالإمكان أحسن مما كان، وفي الاستقالة دعوة مفتوحة لمن ينتقد أن يأتي ويجرب ليحكم أو يحاكم قناعاته وتصوراته المتحاملة أحيانا، وقرأت أن بعض من يلعب للأندية في السعودية يحصل على مرتبات لا تقل عن ثلاثمائة ألف ريال شهريا، وهذا الرقم خرافي ويتجاوز مداخيل الوزراء والمسؤولين الكبار والقيادات الإدارية في البنوك وفي القطاع الخاص أو شبه الحكومي، ولا بد أن تنتبه لهم مصلحة الزكاة والدخل، وتطالبهم بدفع زكاة أموالهم أو الإدراج في القائمة السوداء ومنعهم من السفر، وهناك من يقول بولاء اللاعبين وحماسهم لنواديهم أكثر من المنتخب، ولا أرغب في مناقشة هذه الفكرة رغم معقوليتها ومؤشرات وجودها الواضحة.
لست فقيها رياضيا ولو أنها وظيفة سهلة ومتاحة لمن يريد، ولن أقول إلا ما أعرف أو أرجح أنه صحيح نسبيا، والصحافة المطبوعة والتلفزيون قاما بالواجب وزيادة، ونشرا ونقلا جرعات مكثفة عن الموضوع، وفي رأيي، المسؤولية يتحملها التخطيط الذي نفتقده في أشياء كثيرة، وربما غاب عن بال من يتابع أن المنتخب السعودي الذي حقق أفضل إنجاز في كأس العالم وفاز على بلجيكا ووصل لدور الـ 16، شاركت أسماؤه المؤثرة في كأس العالم للناشئين وانتزعت بطولتها سنة 1989 من «أسكتلندا» في أرضها وبين جماهيرها، وتواضع مستوى المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة، والرأي شخصي بطبيعة الحال، سببه الاعتماد على اللاعب الجاهز في الأندية ونقله مبـاشرة من الفريق إلى المنتخب، وبدون تجربة دولية على مستوى المنتخبات في الفئات السنية، واهتمام الإعلام المحلي وتركيزه على إنجازات الأندية، والإعلام معذور فالدراما والإثارة والعبارات النارية وما يحدث في كواليس الأندية أو بين قياداتها يستحق التغطية فعلا، والأمر يختلف في حالة المنتخب والاختلاف مبرر ولا يحتاج لتوضيح، وأيضا لا أنسى هامش الحرية المرتفع في تناول قضايا الرياضة الداخلية، وأريحية الرقيب في إجازة النقد الساخن، ما لم يجرح في الآخرين أو يسفه قناعاتهم ومواقفهم بشكل فاضح، أو لأغراض لا علاقة لها بالرياضة.
أعود للاستقالة لأشكر صاحبها عليها، فلم يعرف سعودي أن مسؤولا استقال من منصبه باختياره، والأمير نواف بن فيصل كرس نموذجا جديدا يستحق الاحترام والإعجاب، وجاء قراره منسجما تماما وكبيرا بحجم رفضه لإخفاقات المنتخب المتكررة، والمطلوب من كل مسؤول أن يأخذ بأسلوب الأمير نواف، إذا أحس بأن إدارته لا تسير كما يتمنى أو يريد، على الأقل حتى لا يتهمه غيره بما ليس فيه.
binsaudb@ yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة